كل الكلام يتلخص فيك ......أنت !!

أنت الغباء والدهاء نفسه........
أنت الملك وأنت العبد الفقير.........
أنت وحدك من سيقرر المصير .........

Wednesday, November 23, 2011

طائر بين المحيطين



ــ أستمتعت به جداً وخرجت به وفي يدي سلة ممتلئة بالمفاتيح والآفكار التي يجب أن أقتفيها مثل حرب اليمن وتاريخ بلد كا فيتنام و كفاح الشعوب الإفريقية منن أجل حريتها ..


ــ وبرغم طبيعته....كا أحد كتب أدب الرحلات ,وكيف كانت بداية معرفتي بهذا النوع الذي لم يكن شيق أبداً في البداية! والفضل في ذلك ل كتابي المدرسي ودرس (أدب الرحلات) -المفروض علينا كمساجين الوزارة الموقرة- فقد جعلني أنفر منه ويصيبني الضجر عندما يذكر أستاذنا الجميل أحمد عبدالستار أسمه ...كانوا –قتلهم الله- ومازالوا.. يحشون معدتنا بالمفردات التي لا تغني ولا تسمن ..... مجرد تعريفات وأسماء كتب يُحتم علينا أن نتجرعها في أنتظار يوم الإستفراغ الموعود وبعدها نتفاخر بما أستفرغنا,
وتسأل أحدهم:
- ماذا أضفت ؟
-أنتظر هناك خطط مقننة لنا نحن الأجيال الصاعدة ....
-سأنتظر ......طبيباً كالعتالِ ...نحلة لا تتوقف عن العمل ولكنها لا تبتكر جديد ...فتصبح كالأبقار تأكل كي تتبرز .... لا جديد!!

-ألا تلاحظ عزيزي وعزيزتي وعزيزه-صديقتي الجميلة- أننا نتحاشى كل المجالات سوى الطب والهندسه وكأنهم الفردوس الأعلى ...ولكن لما لا يكونوا هكذا فعلاً؟

_نحن قوماً كما قال السباعي-صديقي الغائب منذ زمن في كتابه- طائر بين المحيطين- واصفاً كيف رأى الحياة في فيتنام :
"وليس هناك مشكلة التزاحم على الجامعة .. لسبب بسيط قاله لي المسؤل السياسي في المزرعة هو انه ليس هناك ميزة لخريج الجامعة على زميله الذي بقى في المزارع .. لا من الناحية المعنوية أو المادية .. وبالتالي ليس هناك مشكلة عمل لخريجي الجامعة لأن أي خريج يستطيع ببساطة أن يعود ليعمل في المزرعة دون أن يشعر أنه فقد شيئاً أو تنازل علن ميزة .
ومن غير ما شك فإن تلك هي عقدة التعليم عندنا .. وهو أنه ليس مجرد وسيلة للعلم .. أو حتى وسيلة للارتزاق .. بل هو نقلة من طبقة إلى طبقة .
فابن اللفلاح العامل الذي يقفز في التعليم من مرحلة إلى مرحلة حتى يدخل الجامعة ويتخرج فيها .. ينتقل بشهادته الجامعية إلى طبقة تختلف اختلافا كليا في مجتمعنا عن طبقة أبيه .. بحيث يصعب أن يندمج مرة ثانية في أصله . ورغم أن أجر العامل قد ارتفع في كثير من الأحيان عن خريجي الجامعة .. بحيث لم تعد هناك ميزة مادية لخريج الجامعة إلا أن الفارق المعنوي الناتج عن فارق مستوى الثقافة (رغم أنه فارق موهوم في كثير من الأحيان)جعل فارق المستويين مازال موجودا.
والوسيلة التي لا بديل لها لفك هذه العقدة .. هي _ بعد التقريب بين أجور العاملين في شتى الميادين _ أن تفتح أبواب الثقافة والعلم للجميع ..
بحيث يحصل عليها ليزدا قدرا من الثقافة أو لتزداد كفاءته في عمله دون الربط بين الشهادة والأجر .. بل يربط بين الكفاءة والأجر."


وأجمل مافي الكتاب أن السباعي مزّج بين أدب الرحلات والأدب القصصي .. فلم يبخل الكاتب في نقل حوارات لها مذاق جميل لما لديه من أسلوب رائق يجعلك تستسيغ الحوار وتستأنسه ؛ كما في حواره مع إحسان من نفس الكتاب
ــ أغلب الظن أنه إحسان عبدالقدوس ــ

"وانطلق إلى الحمام ليفتح الصنبور , ويستمتع بصوت المياه يتدفق في أرض الحوض.
وفتح الصنيور على آخره .. ولكن قطرة واحدة لم تنزل من فتحته ..
وعاد يفتح بقية الصنابير .. وسمع صوت إحسان يأتيه من فراشه :

ـــ بتعمل إيه ؟
ـــ بملا البانيو .
_بانيو مرة واحدة .. طب قول عايز أغسل وشي .. ولم تكن هناك فائدة .. فقد كانت المياه لم تصل بعد إلى المبنى ..
وكان عليه أن يأوى إلى الفراش العلوى .. بكل ما يحمل كم أنربة السفر وعرقه .."






ومن أجمل الحوارات التي غمرتني كما الكأس الفارغ ,حواره مع الأسقف مكاريوس

" ... وأضحى مكاريوس رمزاً بين الأهالي لشئ ما .. ضد الإستعمار .. شئ يكرهه البريطانيون ..ويكرهون أن يشغل أهل الجزيرة بالهم به .. وصدر أعجب قانون في العالم .. هو عقاب من يسمي ابن مكاريوس.
وضحكت وسألت الرجل المهيب ذو الضحكة الحلوة :
ــ وماذا فعل الأهالي ؟
ــ سمى أحدهم ابنه مكاريوس .
ــ وبعدين ؟
ــ أتلهف ستة أشهر سجن .
ــ اضحى اسك مكاريوس .. يتبادل سراً .. كالمحرمات ..
وقلت مازحا :
ــ عرفت سر اهتمامك باستقلال سيشيل ..لكي لاتعيد لاسم مكاريوس .. علنيته .
وضحك الرجل وردد شعار المكافحين .
ــ إِ ن الحرية لا تنجزأ .. وحتى تستقل سيشيل .. أصغر بقعة في العالم لن تكون حريتنا كاملة .



وبرع في وصف الأشخاص ذكوراً وإناثاً وبخاصة الأخيرة ,كان كماً ينقل الصورة حيه أمام القارئ ...


_ومثل كل المواقف التي غلبت عليها الطرافة -اللهم إلا عندما كان يفقد عزيزاً – أحب دائماً أن أتذكر هذه الطرفة :
"وروى لي صديقي من باكو .. آخر نكتة .. في باكو.. أن مشكلة الكادرات هي المشكلة التي تشغل بالهم هناك .
والصراع بين الشباب الصاعد .. والخبرة المتقاعدة على أشده .. وقف نشال عجوز يناقش نشال ناشئاً ليؤكد له أنه مازال أمامه وقت طويل حتى يستطسع أن يمارس عمله وأن يحتل مركزه وأكد له الناشئ أنه ((راحت عليه)) وأن أسلوبه القديم لم يعد ينفع .
وطالت المناقشة . وتراهن الاثنان على أن يخوضا تجربة ليؤكد كل منهما مهارته . واتفقا على ان يحاول كل منهما أن يسرق بيض النسر من عشه وهو راقد عليه .
وذهب النشال الناشئ يسترق الخطى إلى وكر النسر في أعلى الجبل .......البقية ستجدونها في الكتاب متأكد أن ستستمتعون جداً وأكيد أيضاً أني لم أبرز جوانب الكتاب كافة






إنه كتاب يجعلك تحتار في تصنيفه: أدب رحلات , أدب قصصي, أم سيرة ذاتية ....أم هو خليط بديع من ذاك وهذا ....وتلك !

No comments:

Post a Comment