كل الكلام يتلخص فيك ......أنت !!

أنت الغباء والدهاء نفسه........
أنت الملك وأنت العبد الفقير.........
أنت وحدك من سيقرر المصير .........

Wednesday, October 12, 2011

كف السبع


مازالت قدماه تتأوه من الطين المتحجر في غيط الدكتور جورج وبتلك الأنامل الصغيره السوداء الصافيه مازال يعبث في عيدان القمح الصفراء ,مع أنه يحس الكون أجمع صديقاً له بما فيه الطيور والحشرات لقد أصبحت ونيسه بعد أن عزله البشر عنهم.

فجأه!!وبدون قصد تعثر من على الريشه ليقع في قلب القنايه الصغيره التي جفت من حرارة الشمس حاول أن يقوم وهو يتأوه من شدة الوقوع وقبل أن يرفع رأسه .

_إزيك....(كان تلك شاهيناز هانم التي كبرت الآن وأصبح عمرها العاشره قالتها بصوت مرح طفولي , ولكن محمود كاد قلبه يتوقف من شدة الخوف فلقد كان يعتقد أنه وحدة في هذه القيالة الحارق, ولا سيما أنا أخر ما كان يتمناه هو تلك الصحبةمن غفير يلفعه بالكف يسد ودنه)

_هههههههههههههههههه......أنت خفت يامحمود

_لأ يابت ...........أنا ماخفتش

_لأ بقى أنت .....أنت خفت.........وبعدين متقلش بت((ثم ذهبت ببصرها بعيداً محاوله أن تظهر عدم رضاها ))

((نكزها محمد نكزه خفيفه وقال لها -خلاص بقى أنا أسف- بصوت رقيق فأحمر وجه شاهي هانم من الخجل ,فلم تجد أمامها سوى أن تنكزه هي الأخرى بدورها ولكنها دفعته بقوه ومرح وركضت ليركض خلفها مسرعا وهو يحاول إمساكها))

_تعالي يابت تعالي هنا

_لأ ......أمسكني لو شاطر

كانو يتسابقون ويخيل لهم أنهم كالفراشات في حقل من الزهور الصفراء الجميله.........ولكنها كانت القيالة الحارقة وعيدان القمح الناضجة التي تثير الحكه عندما نلمسها.......

((ومع أن الرقيب واحد وهو الله إلى أن هذه المره كان هناك رقيب أخر وهو ذلك الغريب الذي تدلى برأسه من فوق شجرة التوت يراقب لطفلين كالثعلب المتحين فرصه للإنقضاض ولكنه توقف بعد أن أحس برائحة غريبه تدخل أنفه كانت وعلى مايبدو عطر جديد فاخر من عطور جورج باشا الكبير, التي إستوقفت أيضاً الطفلين.))

كان قادماً مسرعاً في خطاويه يبدو عليه السخط وفي أثره الغفير عثمان( سبع اللليل)

_مين الواد ده ياغفير الزفت؟.

_ده باينله الواد محمود.............

_محمود أيه ياعثمان الزفت ؟

_ده محمود الشماس إلي كان أبوه مسجون من كام سنه ولسه مطلعش

_يانهار أبوك أسود ياغفير الكلب...........ياعني مش بس عيل جربان من العزبه المعفنه دي لأ وكمان أبوه رد سجون

تعالي هنا ياشاهيناز .شيل ياغفير الواد إبن الكلب ده مش عايز أشوف الواد ده هنا تاني........

وذهبت شاهيناز سامعة مطيعة لأوامر جورج بيه وأخذ الغفير محمود ليبعده عن أرض الدكتور جورج مشيعاً إياه بالكفوف والشلاليت..................

بعد قليل......

أتكئ بظهره على حائط بيته ومدد قدميه بعد أن بدأت صورت توديعه لشاهي والغفير يباغته بالكفوف كالوميض ومع كل ومضة كف ومع كل كف يغلق عينيه ويفتحها..........

ومع أنه لم يرى عيون شاهي عندما كان يودعه الغفير بالكفوف المتتاليه على وجهه إلى أنه كان يتخيلها مره وكأنها كانت تبكي له وأخرى خالية المشاعر غير مباليه أو أنها حتى لم تتعب نفسها بالنظر للخلف, وفجأه وأكنه صمت ما قبل العاصفه أنفجر محمد بدون سابق إنذار لقد كان بكائه يمزق الروح فقد كان يتأوه أه طويله وكأن أحد يخرمش ظهره بأظافره ويرتفع صوته ويرتفع حتى يسمعه الجميع كلهم كانوا يسمعون ويمرون ويرون ولا يئبهون بل كانوا أحياناً يتضاحكون.هنا فقط بدأ أول صوت من أصوات الشر الكثيره التي ستولد بداخله ب التكون .........وفجأه عم المكان الهدوء بعد أن أنقطع العويل الطويل وقام محمود وهو يجفف تلك الدموع الواهيه ودخل بيته وكأنه جثه لا روح إلى في قدميها

((ومازال ذلك الرجل يراقب))

No comments:

Post a Comment