المسخ والعذراء الأخيرة

_يركض مسابقاً القمر كان يركض كالفهد يقتنص غزال وينساب كالصقر نحو أرنب ينتظر المجهول......كان قلبه يمزج الكراهيه ب الحقد ...ولكنه مازال يركض هائما يواجه الطبيعه ومازال عنيداً صلباً وان مال للجنون أحياناً.........ولكنه لم يعد يحتمل رائحة الهزيمه المقرفه......توقف عن السباق عندما رأى كوخ صغير أمامه ...لم يستسلم ولكنها كانت هدنه او لنقل غرور فلقد كان متأكد أنه يستطيع اللحاق بالقمر مره أخرى................

أقترب قليلاً ...بدأت يظن أنه يسمع صوتاً...........صوت غناء يعرفه .............غناء عذراء تمدح السماء............ أقترب........ أكثر......... أكثر ..........فأكثر ...................

لقد كانت تلك العذراء قطعه لا تتجزأ من مشهد كبير يجمع القمر والنجوم والأرض الخضراء

عندما رآها ...تقهقر إلى الخلف ...لا يعرف عله ولايدرك سبب ...تذكره بشئ مزعج!!!......كريه إلى نفسه ذكراه ....بالكاد يستطيع أن يفرق بين وجهها ووجه ذاكرته !

صرخ فيها لتتوقف ............... توقفت فوراً لكنها لم تحرك ساكنا او حتى تبدي خوفاً من شكله المرعب اثار ذلك دهشته لكنه لم يجعلها تلاحظ........

شرعت تخاطبه بدون إستإذان مره أخرى ..........ولكن كلامه جعله يستمع ويرد ويتحدث ويصارح لأول مره منذ زمن

_إن قلبك ذبل...........فلم يرى ضوء أو خيط ام منذ عهود

جلس بجانبها بكل هدوء يحاول ان يخيفها بمنظره ولكنها ثابته تبتسم

_وماذا افعل ب قلب نابض ساذج يدوسه المارون في طرقات المغفلون ..........فما أروع أن تمتلك قلباً ذبلت أوراقه وجفت آبار الرأفه منه ولكنك في المقابل تحصل على أحترام الأخساء والمغفلون وتهابك الشياطين والماكرون.

_إستيقظ أنت تحلم لا بل أنت في كابوس ولن تفيق منه وسيظل سباتك طويلاً وقد تتأخر إفاقتك وتندم على أيام تفتحت فيها زهور الأمل وإستقبلت نسمات الحب .........وأنت تختبئ تحت تربةِ لطالما حوت الياس وفاحت روائح البائسين منها..........

_إبتعدي عني ايتها الخبيثه كلكم كالسرطان ما أن يمس خليه حتى يفحش في جسدي غبتدي بحبك المزعوم الضعيف الهش...........وأملك الذي كان دائماً كأورق الخريف.......في أول الأمر تكثر وتغطي الأشجار ومع الوقت تتساقط وتهرب وتتركنا عرايا نواجه ارواح لاسماء القادمه من الشمال حيث يرقد الأغبياء متلك ومثل غيرك ممن يرون أن الحب حياه.............ويستنجدون بالأمل من اجل المستقبل..........

_سأذهب الآن ولكن أنتبه فأمثلك يغفون بواحده ويفتحون الأخرى ........وتلفت حولك كثيراً فأنت كالمطارد كلما تقدمت في الطريق كثر من يلاحقوك ......

تذهب بكل هدؤ وقلبه يبكي من التعب ولكن عقله يكبح دموعه ويجلد الألم جلداً حتى يرجع عن ما فيه ومازال وجهه الشيطاني صامداً وعينيه تبرقان كالذئب ..........فهو اقرب له من البشر.....

ولكن هذه المره لايدري لماذ تبرق عينيه.........أخوفاً ....أغضباً .......... أألماً.......أم دموعاً؟؟؟؟